تُعدُّ المواكبةُ النقديّةُ لكلِّ عملٍ إبداعي مُكثفٍ في بلدٍ معينٍ أمراً طبيعيّاً، ومشروعاً أيضاً؛ وذلك لأجل الوُصولِ إلى عَناصرِ التَّشكيلِ الإبداعيِّ في جَانَبيْهِ المَوضُوعيِّ والفنّيِّ، ولاستجلاءِ جَوانبِ الجَمالِ الكامنةِ في النُّصوصِ الشِّعريةِ.
ويأتي هذا الكِتَابُ للتعرّفِ على الوَاقعِ النَّقديِّ في عُمانَ، وآلياتِهِ المُختلفةِ وبرامَجِهِ المُتَعدِّدةِ، ومَدَى مُواكبَتِها للنَّصِّ الشِّعريِّ العُمَانيِّ رَصْداً وتَحْليلاً ونَقداً، فَضلاً عن رَصْد المَنَاهج والاتجَاهاتِ النَّقديةِ المُختلفةِ التي دَرَسَتْ الشِّعْرَ العُمَانيِّ، وقُدْرتِها على الكَشْفِ عن المَلامِحِ الأسَاسيِّة للنَّصِّ الشِّعريِّ، ومَدى ملاءَمةِ هذهِ المَنَاهِج للنَّصِّ الشِّعريِّ وتَحْليلِه.